×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 غير الله، وأن الكفار ليسوا على شيء، لا بد أن تعتقد هذا، ولا بد أن تحب أولياء الله، وتعادي أعداء الله ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ [المجادلة: 22].

ولكن يجب أن نعلم أن هناك فرقًا بين الولاء والبراء، وبين التعامل مع الكفار.

التعامل المباح مع الكفار هذا ليس من الموالاة، هذا من تبادل المنافع المباحة؛ البيع والشراء مع الكفار، استقدامهم للعمل الذي ما يحسنه غيرهم، يُجلَبون لعمل لا يحسنه غيرهم حتى يوجد من المسلمين مَن يقوم بذلك؛ لا بأس بذلك، وليس هذا من الولاء والبراء، هذا من تبادل المنافع، البيع والشراء معهم، والتجارة واستيراد الأسلحة والمصنوعات، حتى ثيابنا التي علينا نستوردها منهم، هذا ولاء؟ ما هو بولاء، هذا بيع وشراء وتبادل منافع.

يغلط بعض الناس فيخلط بين الأمرين: بين الولاء والبراء، وبين قطع التعامل مع الكفار.

لا يا أخي، التعامل مع الكفار في الأمور المباحة لا بأس، وليس هو من الولاء والبراء، الرسول صلى الله عليه وسلم باع من اليهود واشترى منهم، وعقد الصلح معهم، وعقد الصلح مع الكفار في الحديبية، هذا ليس من الولاء لهم، وإنما هو من مصالح المسلمين، فيجب الفرق بين هذا وهذا.

﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ [البقرة: 256] انظر، قَدَّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله؛ لأنه لا يصح الإيمان بالله إلا بالكفر بالطاغوت.


الشرح