×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 أو يَحكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت. هذا هو الطاغوت، مأخوذ من الطغيان، وهو مجاوزة الحد.

ورأس الطواغيت هو الشيطان. وكل أعوان الشيطان من الكفار والجن والإنس كلهم طواغيت، الذين يخدمون الشيطان طواغيت، كلهم من الجن والإنس، الطواغيت كثيرون، ولكن رأسهم هو إبليس - لعنه الله -.

﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ [البقرة: 256] بمعنى أنه ينفي عبادة غير الله وينكرها، ينكر عبادة غير الله.

أما الذي يقول: «لا، أنا ما عليَّ، أنا سأعبد الله ولا أنا بمشرك، لكن ما عليَّ من المشركين، أنا ما أَكْفُر بدينهم، وأقول: هؤلاء أحرار، كلٌّ له دينه وكلٌّ... » لا، ما يَصلح هذا، لا بد أن تتبرأ، الدين ولاء وبراء، لا بد أن تُوالي أولياء الله وتعادي أعداء الله، هذا هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.

أما الذي الناس عنده سواء، ويقول: «أنا ما عليَّ». ولا يميز بين مسلم وكافر، فهذا لم يكفر بالطاغوت ولم يؤمن بالله.

وجاء في الحديث: «أَوْثَقُ عُرَى الإِْيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ» ([1]).

ما يكفي أن الإنسان يقول: أنا موحِّد، وأنا ما أشرك، لكن والله أنا ما أُكفِّر الناس، ولا أقول: إن الناس على باطل. أنا ما عليَّ.

نقول: أنت لم تكفر بالطاغوت، الذي يقول الكلام هذا لم يكفر بالطاغوت، لا بد مع إيمانك بالله أن تكفر بالطاغوت وتعتقد بطلان عبادة


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (18524)، والطيالسي رقم (783)، وابن أبي شيبة رقم (34338).