المسلمين وعلى الإسلام؟!
هذا بسبب ترك الجهاد، فقتالهم ليس لإكراههم على الدين؛ وإنما لكَفِّ شرهم عن الدين
وأهله. ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ﴾ [الأنفال: 39] يعني: لا يَفتنون
الناس عن دينهم ويصدون عن سبيل الله.
هذا
هو المقصود من الجهاد في سبيل الله. أما دخول الإسلام في القلوب، فهذا لا يملكه
إلا الله عز وجل، وهو أعلم بمن يصلح للإسلام ومن لا يصلح، ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن
يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56]، الله يضع الأشياء في مواضعها؛ ولذلك الله
حكيم، والحكمة وضع الشيء في موضعه اللائق به.
فلا
تنافي بين قوله تعالى: ﴿لَآ
إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ﴾ [البقرة: 256] وبين قوله: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا
تَكُونَ فِتۡنَةٞ﴾ [الأنفال: 39] لا تعارض إنما يدَّعي المعارضة
بينهما الجاهل الذي ما يدري ولا يتدبر ولا يتأمل.
﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ﴾
[البقرة: 256] وهو الحق ﴿مِنَ
ٱلۡغَيِّۚ﴾ [البقرة: 256] وهو الباطل. بعض المفسرين يمثل فيقول: «الرشد»:
دين محمد. و«الغَي»: دين أبي جهل.
﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ
بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ﴾
[البقرة: 256].
هذا
هو معنى «لا إله إلا الله»: كُفْر بالطاغوت، وإيمان بالله. هذا نفي وإثبات ﴿يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ﴾
هذا النفي «لا إله»، ﴿وَيُؤۡمِنۢ
بِٱللَّهِ﴾ [البقرة: 256] هذا الإثبات «إلا الله»، فهذه فيها معنى:
«لا إله إلا الله» فيها نفي وإثبات.
و«الطاغوت»: هو كل ما يُعبد من دون الله، أو يطاع في معصية الله، كل مَن يعبد من دون الله أو يطاع في معصية الله - فهو طاغوت،