«الله» هذا اسم للذات
العلية الجليلة، لا يُسمَّى به غيرها، فلا أحد يتسمى الله، حتى فرعون لما ادعى
الربوبية لم يقل: «أنا الله» بل قال: ﴿أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾
[النازعات: 24]، ولم يقل: «أنا الله» فلم يَدَّعِ أحد أنه هو الله؛ لأن هذا الاسم
خاص بالذات العلية المقدسة، والله عز وجل قال لموسى عليه الصلاة والسلام: ﴿إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ
لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ﴾
[طه: 14].
﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ [البقرة:
255] الإله معناه المعبود، من الألوهية، وهي العبادة والمحبة.
ومعنى
﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾
[البقرة: 255] أي: لا معبود بحق إلا الله عز وجل.
أما
مَا عُبِد من غير الله فإنه معبود بالباطل، هناك آلهة كثيرة تُعْبَد، ولكن المعبود
الحق هو الله عز وجل، وما سواه فعبادته باطلة، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن
دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾
[الحج: 62].
هذا
معنى ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ﴾ [البقرة: 255] أو معنى: «لا إله إلا الله»: لا معبود
بحق إلا الله.
أما
أن يقال: «معنى: لا إله إلا الله. أو: لا إله إلا هو: لا معبود
إلا الله» فهذا كلام باطل؛ لأن هناك معبودات وآلهة كثيرة، فلو فُسِّرت
بهذا التفسير صارت كل المعبودات هي الله عز وجل. وهذا بالتالي يَؤُول إلى وحدة
الوجود الكافرة!!
فلا بد من هذا القيد فيها، «لا إله» أي: لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى.