×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ﴿لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ [البقرة: 55]، من العناد والتكبر، مع أنهم من خيرة بني إسرائيل، لكن هذه عادة بني إسرائيل العنجهية والتكبر والالتواء.

﴿وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ ٥٥ ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة: 55، 56].

الله جل وعلا أرسل عليهم صاعقة، فماتوا عن آخرهم في مكانهم. فعند ذلك حصل لموسى عليه السلام ما حصل من ضيق الحادثة، وكيف يذهب إلى بني إسرائيل وليسوا معه؟! سيقولون: إن موسى عليه السلام قتلهم، وذهب بهم ليقتلهم!! فضاق الحال على موسى عليه السلام فدعا ربه، ﴿قَالَ رَبِّ لَوۡ شِئۡتَ أَهۡلَكۡتَهُم مِّن قَبۡلُ وَإِيَّٰيَۖ أَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآۖ [الأعراف: 155]، فالله أحياهم كرامة لموسى عليه السلام، ﴿ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة: 56]، هذا مثال وقع وشاهدوه، أن الله أحيا الموتى.

الموضع الثالث: في قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله: ﴿مُوتُواْ الذين هربوا منه أوقعه الله عليهم، ﴿فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ [البقرة: 243]، هذه آية وعلامة على إحياء الله للموتى.

الموضع الرابع: هو الموضع الذي معنا وهو موضع القرية، ﴿أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامٖ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ [البقرة: 259].


الشرح