هذا
من آيات الله سبحانه وتعالى، وهذه آيات ليُرِي هذا الإنسان الذي قال: ﴿أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ
ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ﴾ [البقرة: 259]، أراه الله في نفسه
وفي حماره وفي طعامه.
﴿فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ﴾ [البقرة: 259]، قرنًا من الزمان ﴿ثُمَّ بَعَثَهُ﴾ [البقرة: 259]: ثم أحياه، جَمَع جسمه المتفرِّق ورَكَّب
عظامه كما جَمَع عظام الحمار ورَكَّبها بعضها في بعض ثم كساها لحمًا. وأحياه الله
وأحيا حماره؛ عبرةً له وللناس.
وهذا
من الوقائع التي وقعت في الدنيا، إحياء الموتى وقع في الدنيا، وذَكَره الله في عدة
مواضع في هذه السورة العظيمة، في سورة البقرة خمسة مواضع:
الموضع
الأول: قصة القتيل الذي قُتِل ولم يُدْرَ مَن قتله، وتَدَافَع
الناس فيه، كل واحد يتهم الآخر.
الله
أَمَر موسى عليه السلام أن يأمرهم أن يذبحوا بقرة، لماذا يذبحون بقرة؟ ليأخذوا
عضوًا منها ويضربوا به هذا الميت فيحيا - بإذن الله - ويتكلم ويقول: فلان قتلني،
ويدلهم على الذي قتله. فعلوا ذلك بعد تلكؤ كما ذكر الله، فعلوا ذلك وما كادوا
يفعلون، فذبحوا البقرة وضربوه بعضو منها، فحيي الميت، وقال: إن الذي قتلني هو
فلان. نطق بذلك، وهم يشاهدون أن الله أحياه وهو قتيل. هذا موضع.
الموضع
الثاني: السبعون الذين ذهبوا مع موسى عليه السلام في موعد ربه
له، ﴿وَٱخۡتَارَ مُوسَىٰ قَوۡمَهُۥ
سَبۡعِينَ رَجُلٗا لِّمِيقَٰتِنَاۖ﴾ [الأعراف: 155]، ذهبوا معه إلى
الموعد الذي بينه وبين ربه.
ولما انتهت المهمة وكلم الله جل وعلا موسى عليه السلام وأعطاه التوراة، قالوا: