فالله عز وجل في هذه
الآيات بَيَّن لعباده البرهان القاطع على قدرته سبحانه وتعالى على إحياء الموتى
وهم يشاهدون. هذا كما مر بنا في آيات في هذه السورة، أنهم شاهدوا خمس وقائع ذكرها
الله في هذه السورة، كلها شاهدوا فيها إحياء الله للموتى.
فهذا
إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام الذي احتج على النمرود الذي ينكر وجود الرب
سبحانه وتعالى، احتج عليه بأن الله يحيي الموتى، قال: ﴿رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ﴾
[البقرة: 258]، احتج عليه بذلك ﴿رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ﴾.
فهو
عليه الصلاة والسلام مؤمن بأن الله عز وجل يحيي الموتى، لا يشك في ذلك، لكنه أراد
أن يصل إلى عين اليقين، فهو يؤمن بأن الله يحيي وهذا من علم اليقين، ولكنه أراد أن
يترقى إلى عين اليقين، وهي المشاهدة التي تقطع كل اعتراض أو كل شك يَعْرِض
للإنسان.
﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِۧمُ﴾
[البقرة: 260] أي: اذكر - يا محمد - لهؤلاء المشركين الذين ينكرون قدرة الله على
إحياء الموتى، اذكر لهم قصة إبراهيم عليه السلام في إحياء الموتى.
﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِۧمُ رَبِّ﴾
[البقرة: 260] يخاطب ربه سبحانه وتعالى ﴿أَرِنِي﴾ [البقرة:
260] أرني رؤية عِيَان بعد رؤية القلب، ﴿كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ﴾ [البقرة:
260].
فإبراهيم
عليه السلام مؤمن بأن الله يحيي الموتى، لم ينكر هذا، وإنما سأل عن الكيفية ﴿كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ﴾
فدلَّ على أنه عليه الصلاة والسلام يؤمن بأن الله يحيي الموتى، كما قال للنمرود: ﴿رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ
وَيُمِيتُ﴾[البقرة: 258] فهو لم يشك في هذا، ولكنه سأل ربه الكيفية
كيفية إحياء الموتى بمثال محسوس مشاهد.
قال الله عز وجل له: ﴿أَوَ لَمۡ تُؤۡمِنۖ﴾ [البقرة: 260] هذا سؤال تقرير، ما هو