وفي
الأثر: ليس الخبر كالعِيان. الخبر يفيد العلم بلا شك، إذا كان خبرًا صادقًا يفيد
العلم، لكن المعاينة تفيد اليقين، واليقين أعلى من العلم.
فالله
عز وجل أمره أن يأخذ ﴿أَرۡبَعَةٗ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ﴾ [البقرة: 260] أربعة طيور مختلفة،
قال: ﴿فَصُرۡهُنَّ
إِلَيۡكَ﴾ [البقرة: 260] أي: ضُمَّهن إليك واجْمَعهن إليك. وقيل:
«صُرْهن إليك» أي: قَطِّعهن قِطعًا، ومَزِّقهن أعضاءً. وهذا هو الأقرب - والله
أعلم -، ﴿ثُمَّ
ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٖ مِّنۡهُنَّ جُزۡءٗا﴾ [البقرة: 260] فَرِّقهن على الجبال التي حولك، واجعل
على كل جبل قطعة من طائر. فهو عليه السلام فَرَّق القِطع على الجبال، مَزَّق
الطيور وفَرَّق قِطعها وأجزاءها على الجبال.
هذا
من العجائب، وهذا يقرر أن الله يجمع العظام المتفرقة يوم القيامة، ويضم بعضها إلى
بعض.
وصَلِّ اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله ربِّ العالمين.
***
الصفحة 4 / 518