×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الفقراء والمحتاجين؟ هذا ابتلاء وامتحان لك؛ ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ[التغابن: 15]، ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [التغابن: 16].

﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ [البقرة: 267] اعلموا أن الله سبحانه وتعالى غني عنكم وعن صدقاتكم، وأنه لو شاء لأغنى الناس جميعًا؛ ولكن حكمته اقتضت أن يكون في الناس فقير وأن يكون فيهم غني؛ ليبلو بعضهم ببعض، ويمتحن بعضهم ببعض، وتظهر حكمة الله عز وجل فيمن يُقدِّم محبة الله على محبة المال، ومَن يُقدِّم محبة المال على محبة الله. يظهر هذا. وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى.

﴿حَمِيدٌ [البقرة: 267] بمعنى: محمود سبحانه وتعالى على كل ما يفعله وكل ما يقضيه سبحانه وتعالى، فإن له الحمد على ذلك على كل ما قضى وقدر؛ لأنه لا يُقدِّر شيئًا من الخير والشر، والمحبوب والمكروه - إلا لحكمة بليغة.

فهو حميد، يُحمد على كل حال، يُحمد على الغِنى وعلى الفقر، يُحمد على الخير والشر. والشر بالنسبة إليه ليس شرًّا وإنما هو شر بالنسبة للمخلوقين، وأما الله عز وجل فإنه يُجري المكروه لحكمة، فهو من هذا الوجه محمود يُحمد عليه سبحانه وتعالى.

﴿حَمِيدٌ أي: محمود على كل حال، على كل ما يقضي ويُقدِّر، هو محمود سبحانه وتعالى، له الحمد كله، وله الشكر كله، وبيده الخير كله، وهو على كل شيء قدير.

وصلَّى اللَّه وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*****


الشرح