﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا﴾ [البقرة: 281] هو يوم
القيامة. وجاء به نكرة للتهويل، النكرة هنا للتهويل.
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا﴾: شديدًا هائلاً.
﴿تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾
[البقرة: 281]: تُرَدُّون فيه إلى الله جميعًا، لا يتخلف أحد ولا يهرب أحد،
الخلائق من أولهم إلى آخرهم يُرجعون إلى الله سبحانه وتعالى، ومنهم المرابون في
هذه الدنيا الذين أفلتوا من العقوبات، يقول أحدهم: أنا سَلِمْتُ، ما ضاعت أموالي
ولا أحد ظلمني فيها، ما جاءني عقوبات في الدنيا. نقول: لو جاءه عقوبات في الدنيا
كان أهون له وأخف له. كونه يمهل إلى هذا اليوم هذا أشد - والعياذ بالله -.
﴿تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾
[البقرة: 281] أي: تُرَدُّون فيه إلى الله.
﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ﴾
[البقرة: 281] تُجزى الجزاء الأوفى الوافي الذي ليس فيه نقص.
﴿ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ﴾
[البقرة: 281] من خير أو شر.
﴿وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 281] لا يُظلمون بأن يُعذَّبوا على شيء لم يفعلوه، ولا يُظلمون بأن
يُنقصوا شيئًا من حسناتهم. فلا يُظلَم المُعذَّب فيُعذَّب بغير حق، ولا يُظلَم
المحسن فيؤخذ شيء من حسناته، بل تضاعف له فضلاً من الله سبحانه وتعالى.
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 281] قالوا: إن هذه آخر آية نزلت من القرآن الكريم.
والله
أعلم.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
*****
الصفحة 15 / 518