فَإِنَّ اللَّهَ
يَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ، وَيُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ
فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ الْعَظِيم» ([1])،
عَدْل التمرة: يعني وزن التمرة، يكون عند الله مثل الجبل العظيم.
فهذا
معنى قوله تعالى: ﴿وَيُرۡبِي
ٱلصَّدَقَٰتِۗ﴾ [البقرة: 276].
﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ﴾
[البقرة: 276] المحق معناه الإزالة والإتلاف حتى لا يبقى له أثر.
فالله
جل وعلا يُسلِّط على أموال المرابين ما يتلفها من الكوارث والنكبات؛ كالحريق
والغرق والعواصف، ويُسلِّط عليها السُّرَّاق والظَّلَمة، فيستولي عليها عقوبة
للمرابي.
هذا
محق للمقدار. والنوع الثاني: محق للبركة، فقد يبقى المال المجموع من الربا
ويتضخم ويكون أرصدة كبيرة، لكن ليس فيه بركة على صاحبه، لا يَنتفع به، لا يَتصدق
منه، بل لا ينفق على نفسه منه ولا على أولاده؛ لأنه يصاب بالجشع وحب الجمع، وما
يسمونه بتثمير الأموال واستثمارها، يُسمُّون هذا استثمارًا، وهو في الحقيقة
الاستدمار.
الاستثمار
الربوي يتضخم فتنةً لأصحابه، لكنهم يصبحون عنده كالحراس، لا ينتفعون به، وإنما
يحرسونه ويتعبون في متابعته وتنميته والخوف عليه، فلا يَقر لهم قرار، ولا ينتفعون
به في الدنيا. وإذا ماتوا صار عذابًا في الآخرة. فهذا محق البركة.
قد يقول قائل: الله جل وعلا يقول: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ﴾ [البقرة: 276] ونحن نشاهد المرابين لهم أموال، لهم أرصدة ضخمة ولم تمحق؟!