«قَدْ فَعَلْتُ»،
يعني: استجاب الله سبحانه وتعالى، ﴿أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 286] قال الله: «نَعَمْ» ([1])،
وفي رواية «قَدْ فَعَلْتُ» ([2])،
بعد كل جملة الله جل وعلا استجاب للمؤمنين، ولله الحمد.
﴿فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾
[البقرة: 286] دلَّ على أن الكفار يعادون المسلمين في كل زمان ومكان؛ ﴿وَلَا يَزَالُونَ
يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة: 217]، ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، فالكفار أعداء
للمسلمين في كل زمان ومكان دائمًا وأبدًا.
﴿فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾
[البقرة: 286] فدلَّ على أن الكفار أعداء، وأنه سيكون بينهم وبين المسلمين قتال
وجهاد ومجاذبة.
فالمسلمون
يستنصرون بالله سبحانه وتعالى أن ينصرهم وأن يحميهم.
ولا
يكفي الدعاء، بل لا بد أيضًا من إعداد العُدَّة لجهادهم، ولا بد مِن تعلم العلم
النافع للرد على شبهاتهم، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ
وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [التوبة: 73]، جاهد. لا بد، الجهاد قائم منذ بَعَث الله
رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، والجهاد قائم بالنفس وبالمال
وباليد، الجهاد قائم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
الجهاد ليس قاصرًا على السلاح، الجهاد يكون باليد، ويكون باللسان، يكون بالقلم، يكون بالمال، يكون بتعلم العلم النافع ومعرفة العقائد الفاسدة حتى يتركها ويحذر منها، كل هذا من الجهاد في سبيل الله.
([1])أخرجه: مسلم رقم (125).