×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

يسكنها الفقراء، يسمونها كُفُورًا، كَفْر كذا وكَفْر كذا، كما في بلاد مصر، كفر الشيخ، وكفر كذا، يعني المحلات التي يستترون فيها من الحَر والبرد والمطر.

فالكفر في اللغة الستر. والمراد به شرعًا: جَحْد نعمة الله عز وجل وسترها بالجحود. هذا هو الكفر، الكفر بالرسل، الكفر بالقرآن، الكفر بالنعمة. الكفر أنواع.

وهو على نوعين: كفر أكبر يُخرج من الملة، وكفر أصغر ينقص الإيمان.

﴿وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [البقرة: 254] الظلم: هو وَضْع الشيء في غير موضعه. فمَن كَفَر بالله فقد ظلم نفسه، ظلم نفسه حيث عَرَّضها لغضب الله وعقابه. فالكافر ظالم، وليس كل ظالم كافرًا، لكن كل كافر فهو ظالم؛ ولهذا لم يقل: «والظالمون هم الكافرون» بل قال: ﴿وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ. ولهذا يقول عطاء بن دينار رحمه الله: الحمد لله الذي قال: ﴿وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ. ولم يقل: «والظالمون هم الكافرون».

*والظلم أنواع ثلاثة:

النوع الأول: ظلم بين العبد وبين ربه، وهو الشرك، كما قال عز وجل: ﴿وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ[لقمان: 13] لماذا سُمي الشرك ظلمًا؟ لأنه وَضْع للعبادة في غير موضعها، فصار ظلمًا.

النوع الثاني: ظلم العباد، أن يظلم الناسَ في أموالهم أو في دمائهم أو في أعراضهم، يظلم الناس، هذا ظلم للناس.

النوع الثالث: ظلم العبد لنفسه بالمعاصي والذنوب. وكان الواجب


الشرح