ما
أحد يساعدك يوم القيامة، بخلاف الدنيا، تستنجد بأصدقائك، تستنجد بأقاربك، تستنجد
بإخوانك، يعينونك. فيوم القيامة ما فيه أحد يساعدك أبدًا.
﴿وَلَا شَفَٰعَةٞۗ﴾ [البقرة:
254] الشفاعة هي التوسط للإنسان عند السلاطين أو الأغنياء أو مَن عندهم حوائج
الناس، يتوسط لك واحد في قضاء حاجتك، يتوسط لك عند الغني يعطيك شيئًا من المال.
يوم القيامة ما فيه شفاعة، ﴿لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ﴾ [البقرة: 254] لا بيع ولا خُلة ولا شفاعة.
إذًا
تقطعت الأسباب، وأنت ما معك شيء، الآن ماذا تفعل؟ وكنت في الدنيا متمكنًا، أنك
تشتري، أنك تقترض من صاحبك، من خليلك، أنك تطلب واحدًا يشفع لك عند فلان في
الدنيا، كنت في الدنيا متمكنًا.
أما
في الآخرة فلا، تسكَّرت كل الأبواب، وليس لك إلا ما قَدَّمْتَ في دنياك، تجده عند
الله عز وجل.
فهذا
فيه الحث على الصدقة والعمل الصالح، ما دام الإنسان على قيد
الحياة، ولا يؤخر ثم يأتيه الموت وهو لم يفعل شيئًا، فينتقل إلى الآخرة وهو مفلس،
وقد سُكرت الأبواب أمامه. فيا خيبة ويا خَسارة المُفرِّط! ولا حول ولا قوة إلا
بالله.
ثم
قال تعالى: ﴿وَٱلۡكَٰفِرُونَ
هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [البقرة:
254] الكافرون: الذين كفروا بالرسل، وكفروا بآيات الله عز وجل.
والكفر هو الجحود. الكفر في الأصل هو الستر، هو ستر الشيء. يقال: كَفَره. إذا سَتَره. ومنه تُسَمَّى الكفور التي هي المحلات التي