الجمع
أنه إذا كان التفضيل من باب الاعتراف بنعمة الله عز وجل، وليس هو من باب الفخر
وليس فيه تَنقُّص للمفضول؛ فلا بأس به.
أما
إذا كان التفضيل بالهوى أو فيه تَنقُّص للمفضول؛ فهذا حرام ولا يجوز.
مَن
تَنقَّص نبيًّا من الأنبياء فهو كافر، فلا يجوز تَنقُّص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،
﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ
فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ [البقرة: 253].
ثم
ذكر سبحانه وتعالى تفصيل ذلك فقال: ﴿مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ﴾
[البقرة: 253]. وهذا حصل لموسى عليه السلام، فإنما الله كَلَّمه بدون واسطة، وسمع
موسى عليه السلام كلامه؛ ولذلك سُمِّي كليم الله، امتاز على الأنبياء بأنه كليم
الله.
أما
غيره من الأنبياء فإن الله أرسل إليهم رسولاً من الملائكة، يوحي إليهم بواسطة
المَلَك.
وأما
موسى عليه السلام فإن الله كَلَّمه بدون واسطة؛ فامتاز بذلك!! كَلَّم الله آدم
عليه السلام، آدم عليه السلام نبي مُكلَّم كما في الحديث، وكَلَّم الله نبينا صلى
الله عليه وسلم ليلة المعراج. ولكن التكليم العامَّ هو لموسى عليه السلام؛ ولذلك
سُمِّي كليم الله.
﴿وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ﴾ [الأعراف: 143] كَلَّمه فسمع موسى عليه السلام كلام الله، وسمع كلامه عند الشجرة لمَّا رجع من مدين إلى مصر، ورأى النار التي في الطريق في الليل، وذهب إليها ليسأل عن الطريق وليأتي بقبس لأهله يصطلون، وإذا هو الله عز وجل؛ ﴿فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّيٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٠ وَأَنۡ أَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰٓ أَقۡبِلۡ وَلَا تَخَفۡۖ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡأٓمِنِينَ﴾ [القصص: 30، 31]،