×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وأفضل الرسل أولو العزم الخمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، عليهم الصلاة والسلام، وهم المذكورون في قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ[الأحزاب: 7] هؤلاء خمسة، ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ [الشورى: 13].

هؤلاء أولو العزم، وهم أفضل الرسل، وأفضل أولي العزم اثنان: محمد صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم عليه السلام، فهما أفضل أُولي العزم، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى.

فنحن نُفضِّل مَن فَضَّله الله، لا نُفضِّل بالهوى أو بالادعاء؛ وإنما نُفضِّل مَن فَضَّله الله ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ[البقرة: 253] والتفضيل بين الرسل إذا كان بموجب ما جاء به الكتاب والسُّنة، فإنه حق. وأما التفضيل بالهوى، أو نُفضِّل بعضهم على بعض من جهة الفخر والافتخار؛ فهذا لا يجوز، لا نُفضِّل من عند أنفسنا.

ولا نقصد بالتفضيل الفخر وتَنقُّص المفضول، هذا لا يجوز، وقد جاء النهي منه صلى الله عليه وسلم في قوله: «لاَ تُفَاضِلُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ» ([1]). وقال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى» ([2]).

فجاء النهي عن التفضيل بين الأنبياء، وجاء في هذه الآية أن الله فَضَّل بعض الرسل على بعض، فما الجمع بين هذا وهذا؟


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري (6916)، ومسلم رقم (2374).

([2])  أخرجه: البخاري (3412).