وقال
صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ
كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ
بَعْدِي، وَلاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ
يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عز وجل » ([1]).
فلا
يأتي بعد محمد صلى الله عليه وسلم رسول إلى أن تقوم الساعة. فمَن ادعى أنه نبي
فإنه يكون كافرًا. ومَن صَدَّقه فهو كافر. فلا بد من الإيمان بختم النبوة بمحمد
صلى الله عليه وسلم؛ ﴿وَمَنۡ
أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ
وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءٞ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ﴾ [الأنعام: 93].
فمَن
ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كذَّاب وكافر. ومَن صَدَّقه فهو
كافر.
وهذا
بإجماع المسلمين، وهذه عقيدة، هذا من أصول العقيدة، الإيمان بختم الرسالة بمحمد
صلى الله عليه وسلم.
وأما
عيسى عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان كما تواترت به الأدلة - فإنه لا ينزل
بشريعة، وإنما يأتي تابعًا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يعمل بشريعة الإسلام،
فهو تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام، وإلى ملة محمد صلى الله عليه
وسلم، ولا يأتي بشريعة، فهو مجدِّد من المجدِّدين صلى الله عليه وسلم.
﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ [البقرة: 253] الرسل بعضهم أفضل من بعض؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾. فالتفضيل من الله. وأما نحن فلا نُفضِّل أحدًا على أحد من الرسل، وإنما الذي يُفضِّل هو الله عز وجل، ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ الرسل بعضهم أفضل من بعض.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252)، وابن ماجه رقم (3952)، وأحمد رقم (22395).