×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

والإيمان بالرسل هو أحد أركان الإيمان الستة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]). فذُكِر من أركان الإيمان الإيمان بالرسل.

فمَن لم يؤمن بالرسل فإنه كافر. ومَن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع. فلا بد من الإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله، مَن عَرَفنا اسمه ومَن لم نعرفه، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ [غافر: 78].

فنحن نؤمن بجميع الرسل، مَن سمَّاهم الله لنا نؤمن به باسمه، ومَن لم يُسمِّه نؤمن بجملتهم.

أما مَن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم؛ كاليهود الذين كفروا بعيسى وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فليسوا مؤمنين، بل هم كفار.

وكذلك النصارى الذين آمنوا بالرسل إلا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهو أفضلهم وخيرهم - هم كفار.

مَن جَحَد رسالة واحد منهم فإنه كافر بالله عز وجل وكافر بجميع الرسل. حتى الذي يزعم أنه يؤمن بهم، فإنه إذا كفر بواحد منهم فهو كافر بالجميع.

فالرسل - عليهم الصلاة والسلام - سلسلة متصلة، من نوح عليه السلام إلى نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ [النساء: 163].

فنوح عليه السلام هو أول الرسل، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، فليس بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي، هو خاتم النبيين كما قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ[الأحزاب: 40].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).