×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

موافقة الدليل، وهذا في حد ذاته يعتبر تجديدًا في الفقه - أيضًا.

وأما «كتاب التَّوحيد الذي هو حق الله على العبيد» فهو من أعظم مؤلفات الإمام المجدد الشيخ: محمد بن عبد الوهاب.

ألَّفه في بيان توحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه، والبراءة من ذلك، وبيان ما يناقضه من الشرك الأكبر، أو يُنقص كماله الواجب أو المستحب من الشرك الأصغر.وخص الشيخ هذا النوع من التوحيد لأنه هو الذي يُدخل في الإسلام، ويُنجي من عذاب الله، وهو التَّوحيد الذي بعثت به الرسل وأُنزلت به الكتب، وخالف فيه المشركون في كل زمان ومكان.وأما توحيد الربوبية فقد أقرَّ به المشركون، ولم يدخلهم في الإسلام، ولم يُحَرِّمْ دماءَهم وأموالهم.وإن كان علماء الكلام قد أتعبوا أنفسهم في تحقيق هذا النوع، وبنَوا عليه مؤلفاتهم في العقائد، وهو تحصيل حاصل، وسعي بلا طائل، وليس هو التَّوحيد الذي جاءت به الرسل، وإنما التَّوحيد الذي جاءت به الرسل ودعت إليه هو توحيد الألوهية؛ كما قال - تعالى -: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36] ولذلك جعل الشيخ موضوع هذا الكتاب الذي نحن بصدده في توحيد الألوهية، وقسَّمه إلى أبواب، وأورد في كل باب ما يشهد له من الآيات والأحاديث؛ فهو مبني على الكتاب والسنة: قال الله، قال رسوله، كما قال الشاعر:

الْعِلْمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ *** قَالَ الصَّحَابَةُ لَيْسَ خُلْفٌ فِيهِ

مَا الْعِلْمُ نَصْبُكَ لِلْخِلاَفِ سَفَاهَةً *** بَيْنَ النُّصُوصِ وَبَيْنَ رَأْيِ فَقِيهِ 

ولم يورد الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب إلاَّ ما صح من الأحاديث، أو كان حسن الإسناد، أو هو ضعيف الإسناد وله شواهد، أو هو داخل


الشرح