بابُ ما
جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثانًا تعبد من دون الله
****
قوله رحمه الله: «باب ما جاء» أي: من
الوعيد.
«أن الغلو في قبور
الصالحين» الغلو تقدم لنا معناه، وهو: الزيادة عن الحد المشروع.
والغلو في قبور
الصالحين هو: الزيادة في تعظيمها، لأن ذلك يؤدي إلى الشرك، لأن المشروع في قبور
الصالحين - وقبور المسلمين عمومًا - احترامها، وعدم إهانتها، وصيانتها عن الأذى،
وزيارتها للسلام على الأموات، والدعاء لهم، والاعتبار بأحوالهم، هذا هو المشروع،
أما الغلو فهو قصدها للتبرُّك، أو الدعاء عندها، أو الصلاة عندها رجاء الإجابة،
هذا هو الغلو، لأن هذا لم يَشْرَعه الله ولا رسولُه، ولأنَّه وسيلة إلى الشرك.
«يصيِّرها» أي: يجعلها في
المستقبل، وعلى امتداد الزمان أوثانًا.
«أوثانًا تعبد» الأوثان: جمع وثن، والوثن ما عُبد من دون الله من قبر، أو شجر، أو حجر، أو بقاع، أو غير ذلك، أما الصنم فهو: ما عُبد من دون الله وهو على صورة إنسان أو حيوان، كما كان قوم إبراهيم يعبدون التماثيل: ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ﴾ [الأنبياء: 52]، والتماثيل جمع تمثال، وهو: ما كان على صورة إنسان، أو حيوان هذا هو الفرق بين الوثن والصنم، وقد يراد بالصنم الوثن، والعكس.
الصفحة 1 / 619