×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله

****

 قال المؤلف رحمه الله: «باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلَّا الله».

مناسبة هذا الباب لما قبله من الأبواب ظاهرة جدًّا، فإنه في الأبواب السابقة ذكر في الباب الأول: معرفة التَّوحيد، وفي الباب الثاني: ذكر فضل التَّوحيد، وفي الباب الثالث: ذكر فضل من حقق التَّوحيد، وفي الباب الرابع: ذكر ما يضاد التَّوحيد، وهو الشرك. فإذا كان طالب العلم ألَمَّ بهذه الأبواب، وعرفها معرفة جيدة، عرف التَّوحيد وفضله وتحقيقه، وعرف ما يضاده من الشرك الأكبر أو ينقصه من الشرك الأصغر والبدع وسائر المعاصي، فإنه حينئذٍ تأهَّل للدعوة إلى الله عز وجل؛ لأنه لا يجوز للإنسان إذا علم شيئًا من هذا العلم أن يختزنه في صدره، ويُغلق عليه، ويختصه لنفسه، هذا العلم مشتَرك بين الأمة، فمن عرف شيئًا منه فإنه يجب عليه أن ينشره، وأن يدعوَ الناس إليه، فإن هذه الأمة أمة دعوة، كما قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110] وقال تعالى: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [آل عمران: 104] فلا يجوز للمسلم الذي عرف شيئًا من العلم أن يسكت عليه وهو يرى الناس في حاجة إليه، خصوصًا علم التَّوحيد وعلم العقيدة؛ لأنَّه إذا فعل ذلك فقد ترك واجبًا عظيمًا، ولا يقول الإنسان أنا ما علي إلَّا من نفسي - كما يقوله بعض الجهلة أو الكسالى - أنا ما عليَّ من الناس!! بل عليك نفسك أولاً، ثم عليك أن تدعوَ الناس إلى دين


الشرح