باب فضل التَّوحيد
وما يكفر من الذنوب
****
قال الشيخ رحمه الله: «باب فضل التَّوحيد وما يكفِّر من الذنوب»، ثم ساق في هذا الباب آية من كتاب الله، وأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُبيِّن فضل التَّوحيد، وتُبيِّن ما يكفِّره من الذنوب، والمناسبة بين هذا الباب والذي قبله، مناسبة ظاهرة، فإنه رحمه الله لما بيَّن في الباب الذي قبله حقيقة التَّوحيد، ومعنى التَّوحيد المطلوب، ووضَّح ذلك بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ناسب أن يذكِّر فضله ليرغب فيه، ويحث عليه، لأن الشيء إذا عُرفت مزاياه فإن النفس تتعلق به وتحرص عليه، وهذا التصنيف بين البابين في غاية الحكمة، مما يدل على دقة فهمه رحمه الله لأنه لو ذكر فضل التَّوحيد قبل أن يبيِّن معنى التَّوحيد لم يكن ذلك مناسبًا، فلا بد أن تُبيِّن حقيقة الشيء ومعناه، ثم بعد ذلك تبين فضله، أما أن تذكر الفضائل لشيء غير معروف، فهذا لا يُجْدِي شيئًا، ومن هنا نُدرك خطأ كثير من الدعاة اليوم، أو من المؤلفين المعاصرين، الذي يزعمون أنهم يكتبون عن الإسلام، وعن الدعوة، ويمدحون الإسلام مدحًا كثيرًا، في محاضراتهم، وفي كتبهم، وهذا حق، لكن ما هو الإسلام أوَّلاً، لم يبيِّنوا ما هو الإسلام، تقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، أو تستمع إلى المحاضرة - أو الشريط - من أوله إلى آخره، وهو مدح للإسلام وثناء عليه، وبيان لمزاياه، لكن ما هو الإسلام، لأن كل واحدة من الفرق الضالة والمنحرفة تفسِّر الإسلام
الصفحة 1 / 619