باب من
تبرَّك بشجرة أو حَجْر ونحوهما
****
هذا الباب مكمِّلٌ للأبواب التي قبله؛ لأن
الأبواب التي قبله في لبس الحلْقة والخيط ونحوهما، أو تعليق الرُّقى والتَّمائم،
وهذا فيه النهي عن التبرِّك بالأشجار والأحجار، فهذه الأبواب كلها مؤدَّاها
الاعتقاد بغير الله سبحانه وتعالى أنه يضر أو ينفع، وهذا شرك، لأن الذي يقدر على
دفع الضر وجلب النفع هو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، هو القادر سبحانه
وتعالى على ذلك، لا يشاركه أحد، وإن كان هناك أشياء يترتَّب على استعمالها أو
أكلها أو شُربها ضرر، أو يترتَّب عليه نفع؛ فهذه أسباب فقط، أما الذي يخلق ذلك فهو
الله - سبحانه -.
مثلاً: الأكل والشرب
من الطيبات هذا فيه نفع، لكن ليس الأكل والشرب هو الذي يخلق النفع، إنما الذي يخلق
النفع هو الله سبحانه وتعالى.
مثلاً: السُّم يقتل،
والنار تَحرق، لكن ليست هي التي تفعل هذه الأشياء؛ لأنها مخلوقات لله سبحانه
وتعالى، ولكنها أسباب، يقدِر القادر - سبحانه - أن يسلبها هذه الخاصيات، كما سلب
النار الحرارة لما أُلقي فيها إبراهيم، وصارت بردًا وسلامًا؛ فدلَّ على أنها لا
تستقل بالضرر.
وقوله: «باب من
تبرَّك» أي: طلب البركة، وهي حصول الخير ونماؤه وثبوته وكثرته.
«بحَجَر أو شجر» أي: طلب البركة من حَجَر أو من شجر، فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى؛ لأن الحجر والشجر لا يخلق البركة ولا يوجدها، ولا هو مسبب في حصولها إلَّا ما جعله سببًا في حصولها وإنما الذي
الصفحة 1 / 619