باب تفسير
التَّوحيد وشهادة أن لا إله إلاَّ الله
****
مناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة؛ لأن الباب
الذي قبله: «باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله»، وهذا الباب في
تفسير هذه الكلمة، وبيان معناها؛ لأن الذي يدعو إلى شيء ويطلب من الناس أن يفعلوه
فلا بد أن يُبيِّنَهُ لهم، ويوضِّحَه لهم توضيحًا تامًّا، ولا يكتفي بمجرد أن يقول
للناس قولوا: لا إله إلاَّ الله، أو يقول للناس: ادخلوا في الإسلام، بل لا بد أن
يبيِّن لهم معنى لا إله إلاَّ الله، وأن يبين لهم معنى الإسلام الذي يدعوهم إليه،
ولا بد مع ذلك أن يبَيِّن لهم ما يناقض الإسلام، وما يناقض لا إله إلاَّ الله، من
أنواع الرِّدَّة، وأنواع الشرك، حتى تكون دعوته مُثمرة، وحتى يستفيد الناس من
دعوته، أما أن يدعوَهم إلى شيء مجمل، فهذا لا يكفي.
وكثير من الذين يتَّسِمُون بالدعوة في هذه الأيام من الجماعات أو الأفراد، أكثرهم لا يعرفون معنى لا إله إلَّا الله على الحقيقة، ولا يعرفون معنى الإسلام على الحقيقة، ولا يعرفون نواقض الإسلام، ونواقض الشهادتين، وإنما يَدْعُون إلى شيء مجمل، وربما أن بعضهم يفهم هذا، ولكن لا يحب أن يبين للناس هذه الأشياء لأنهم -بزعمه- يَنْفُرون منه، وهو يريد أن يجمِّع الناس، يُجمعهم على ماذا؟، على جهالة؟، يُجمِّعهم على ضلالة؟ لا بد أن تبين ما تدعو إليه، وتوضح لهم ما تدعو إليه كما قال - تعالى - في حق نبيه: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِي
الصفحة 1 / 619