باب ما
جاء في السحر
****
مناسبة هذا الباب للأبواب السابقة:
أن الشَّيخ رحمه
الله في الأبواب السابقة ذكر أنواعًا من الشرك، ووسائل الشرك.
ولما كان السحر
نوعًا من أنواع الشرك عقد له هذا الباب، لأن السحر لا يمكن الوصول إليه إلَّا عن
طريق الشياطين؛ فالسحرة يخضعون للشياطين، ويستعينون بهم في سحرهم، وهذا شرك بالله
عز وجل.
والسحر في اللغة هو: كل ما لَطُفَ
وخَفِيَ سببه، ومنه سُمِّي السَّحَر سَحَرًا في آخر الليل؛ لأنه خفيٌّ وكل ما
لَطُف يعني: دقَّ، وخَفِيَ سببه عن النَّاس يُسمَّى سحرًا في اللغة، ومنه قوله صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» البيان معناه: الكلام
البليغ؛ لأنه يستميل النفوس ويؤثِّر فيها كما يؤثر السحر، إلَّا أنه ليس حرامًا
وكذلك النميمة، سُميِّت سحرًا؛ لأنها تعمل عمل السحر في الإفساد بين الناس، وأحداث
البغضاء في القلوب، وإن لم تكن سحرًا في الحقيقة، لكنها سحر لُغَوي، هذا تعريف
السحر في اللغة.
أما تعريفه في الشرع: فالسحر عبارة عن عزائم ورُقى وعُقد يؤثر في بدن المسحور بالقتل أو بالمرض، أو الإخلال بعقله، أو يفرِّق بين الزوجين، أو يأخذ الزوج عن زوجته فلا يستطيع الوصول إليها، قال تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾ [الفلق: 4] يعني: السواحر.
الصفحة 1 / 619