بابٌ قول الله
تعالى: ﴿أَيُشۡرِكُونَ
مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ١٩١ وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ
١٩٢﴾ [الأعراف: 191 - 192] الآية.
****
ما في هذا الباب من الأدلة من الكتاب والسنّة
أراد الشيخ رحمه الله من سياقها بيان أدلة بُطلان الشرك؛ لأن القرآن الكريم جاء
بالدعوة إلى التَّوحيد، وعبادة الله وحدة لا شريك له، وجاء بالنهي عن الشرك، وهو
عبادة غير الله سبحانه وتعالى والنهي عن ذلك.
فقوله تعالى: ﴿أَيُشۡرِكُونَ
مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ﴾ هذا استفهام، معناه: الإنكار.
﴿مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡٔٗا﴾ أي: هذا أمر باطل؛ بدليل أن هذه المعبودات من دون الله لا تخلق شيئًا؛ فهي عاجزة لأن الذي يستحق العبادة هو الخالق، فالذي يقدر على الخلق هو الذي يستحق العبادة، أما الذي لا يقدر على الخلق فهذا لا يستحق العبادة، كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢﴾ [البقرة: 21 - 22] لا تجعلوا لله شركاء وأنتم تعلمون أن هذه الشركاء لا تقدر على خلق شيء، ولا على رِزْق، ولا على إحياء، ولا إماتة، فهي عاجزة، وكما في قوله -تعالى-: ﴿أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 17]،
الصفحة 1 / 619