فالذي يستحق العبادة
هو الخالق، أما الذي لا يقدر على الخلق فهذا عاجز لا يستحق العبادة، فكيف يُسَوَّى
العاجز بالقادر؟، كيف يُسَوَّى المخلوق بالخالق سبحانه وتعالى ؟: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ٢ أَمۡوَٰتٌ
غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ
٢١﴾ [النحل: 20- 21]، وقال - تعالى - في تعجيز
المشركين وآلهتهم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ
ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ ٧﴾ [الحج: 73]، فهذه المعبودات
بجميع أنواعها سواءٌ كانت أحجارًا أو أشجارًا أو قبورًا وأضرحة أو ملائكة أو
أنبياء أو صالحين من المؤمنين، كلهم يدخلون تحت هذا الوصف لا يقدرون على خلق شيء؛
لأن المخلوق لا يستطيع أن يخلق، فكيف يُتخذ معبودًا مع الله سبحانه وتعالى ؟
وفي هذه الآية يقول:
﴿لَا
يَخۡلُقُ شَيۡٔٗا﴾ وشيئًا نَكِرَة في سياق النفي تَعُم، يعني: لا يخلقون أي شيء ولو كان
قليلاً، ولو يجتمع العالم كله بما فيهم المَهَرة والصنَّاع والمهندسون والأطباء،
ويُطلب منهم أن يخلقوا حبة شعير ما استطاعوا.
ثم قال: ﴿وَهُمۡ
يُخۡلَقُونَ﴾ أي: هذه المعبودات التي تعبدونها مخلوقات لله سبحانه
وتعالى: فهم لم يخلقوا أنفسهم، ولم يخلقوا غيرهم، فكيف تتَّخذونهم مع الخالق
سبحانه وتعالى ؟ هل هذا إلاَّ من باب المكابرة، ومن باب العِناد.
فالذي يُشرك بالله أيًّا كان هذا الشيء قد قامت عليه هذه الحجة في