أن هذا المعبود عاجز، لكن أين العقول التي
تفكِّر؟، هؤلاء الذين يزعمون أنهم مفكِّرون، وأنهم مَهَرَة، وأنهم مثقفون، وأنهم..
وأنهم، تجدهم يخضعون للقبور، ويعبدون الأموات، ويذبحون لها وينذرون لها، ويستغيثون
بها، وهم يسمعون هذا القرآن.
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا﴾ أي: هذه المعبودات وهذه الأصنام لا تملك نصرًا لمن دعاها، إذا وقع المشرك في كُربة، أو في ضيق أو في مرض، لا يستطيع أحد من الخلق أن يُنقذه إلَّا بإذن الله: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ ُ﴾ [الإسراء: 67]، ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62]، ﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر: 38]، وهنا يقول: ﴿وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ﴾ لا يملك المعبودون ﴿لَهُمۡ﴾ للعابدين ﴿نَصۡرٗا﴾ عندما يتسلط عليهم عدو، أو يتسلط عليهم سَبُع، أو يتسلط عليهم خوف، فإنها لا تستطيع هذه المعبودات أن تنصرهم على عدوهم، ﴿إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ﴾ [آل عمران: 160]، ﴿وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ﴾ [آل عمران: 126] فالنصر من الله سبحانه وتعالى ولو كانت هذه المعبودات تُغني عن المشركين شيئًا ما انهزموا في بدر، ولا انهزموا في الأحزاب، ولا انهزموا يوم فتح مكة، وفي يوم حنين، وأما المؤمنون فالله نصرهم سبحانه وتعالى وهم قِلّة، كانوا في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر، والمشركون