×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

بابُ ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التَّوحيد  وسدّه إلى طريق يوصل إلى الشرك

****

 هذا الباب عقده الشَّيخ رحمه الله في بيان حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم لجناب التّوحيد، والأبواب التي قبله - أيضًا - هي في حماية التّوحيد، لكن الأبواب التي قبله عامة، وما في هذا الباب أمور خاصة، وإلاّ كل الأبواب السابقة: الغلو في الصالحين، وبناء المساجد على القبور، والغلو في القبور، كل هذا من الوسائل المُفضية إلى الشرك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها سدًّا للطريق الموصِّل إلى الشرك، وهذه الأبواب كلها في موضوع واحد.

ولا تعجبوا من كون الشَّيخ كرَّر هذه الأبواب واحدًا بعد واحد؛ لأن هذه المسألة عظيمة، فالشرك إنما حصل في هذه الأمة بسبب الفتنة في القبور والغلو فيها، وبسبب الغلو في الصالحين، والغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، فالشرك إنما حصل في هذه الأمة بسبب هذه الأمور، منذ أن بُنيت المساجد على القبور، ومنذ أن ظهر التصوَّف في هذه الأمة، والشرك يكثر ويتعاظم في هذه الأمة، من رحم الله عز وجل فالأمر خطير جدًّا، ولذلك كرَّر الشَّيخ رحمه الله في هذا الموضوع، وأبدى وأعاد؛ لأنَّه هو المرض الذي أصاب الأمة في أجل أن ينبه العلماء، وينبه المسلمين على هذا الخطر الشديد ليقوموا بعلاجه، والدعوة إلى التَّوحيد، ونفي الشرك من هذه الأمة، وإلاَّ إن سكت العلماء عن هذا الأمر فإنه


الشرح