يتعاظم، وبالتالي في
النِّهاية يكثر الجهل، وتعتبر هذه الأمور من الدين، ويعتبر من نهى عنها من
الخارجين عن الدين كما حصل الآن؛ أن من ينكر هذه الأمور، وينبه النَّاس إلى خطرها،
ويدعو إلى التَّوحيد يرمونه بأنه متشدد، وأنه خارج عن الأمة، لأن الأمة عندهم هم
عباد القبور، ومن أنكر عبادة القبور صار خارجًا عن الأمة، وهذا من قلب الحقائق -
والعياذ بالله -، فالدين الذي جاءت به الرسل هو إخلاص العبادة لله عز وجل هذا هو
الدين.
أما عبادة القبور
فهي دين أبي جهل وأبي لهب ودين المشركين، ليست في دين الرسل ولكن إذا ظهر الجهل،
وظهر اتباع الهوى حصل في الأمة ما حصل من جعل هذه الأمور الشركية من الدين، وجعل
التَّوحيد هو الخروج عن الدين، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
قوله: «باب ما جاء في حماية المصطفى» المصطفى معناه: المختار، من الصفوة، أصله: مصتفى بالتاء، ثم أُبدلت التاء طاء، فصار مصطفى: ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [الحج: 75] يعني: يختار، ﴿وَإِنَّهُمۡ عِندَنَا لَمِنَ ٱلۡمُصۡطَفَيۡنَ ٱلۡأَخۡيَارِ﴾ [ص: 47]، أي: المختارين، ومنهم: نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم، بل هو خيرهم وأفضلهم، فهو المصطفى صلى الله عليه وسلم، اختاره الله للرسالة، والقيام بدعوته على فترة من الرسل، وهو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.