×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقول الله تعالى: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ [التوبة: 128] الآية.

****

 وقوله: «جناب التَّوحيد» الجناب هو: الجانب، فالجناب والجانب بمعنًى واحد، أي: حمايته صلى الله عليه وسلم حدود التَّوحيد من أن يدخل عليه الشرك بسبب وسائل الشرك والتساهل فيها؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم حمى حدود التَّوحيد حماية بليغة، بحيث إنه نهى عن كل سبب أو وسيلة توصِّل إلى الشرك، ولو كانت هذه الوسيلة في أصلها مشروعة كالصلاة، فإذا فُعلت عند القبور، فهو وسيلة إلى الشرك، ولو حسُنت نية فاعلها، فالنية لا تبرِّر ولا تزكي العمل إذا كان يؤدي إلى محذور، والدعاء مشروع، ولكن إذا دعى عند القبر، فهذا ممنوع؛ لأنه وسيلة إلى الشرك بهذا القبر، هذا سدُّ الوسائل.

فالرسول نهى عن الصلاة عند القبور، ونهى عن الدعاء عند القبور، ونهى عن البناء على القبور، ونهى عن العكوف عند القبور، واتخاذ القبور عيدًا، إلى غير ذلك، كل هذا من الوسائل التي تُفضي إلى الشرك، وهي ليست شركًا في نفسها، بل قد تكون مشروعة في الأصل، ولكنها تؤدي إلى الشرك بالله عز وجل ولذلك منعها صلى الله عليه وسلم.

قال: «وقول الله تعالى: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ» وتمام الآية: ﴿حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ [التوبة: 128]، هذه الآية في ختام سورة التوبة.

قوله تعالى: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ اللام لام القسم، تدلُّ على قسم مقدَّر، تقديره: والله لقد جاءكم، وقد حرف تحقيق. والخطاب للعرب


الشرح