بابُ ما
جاء في النُّشرة
****
مناسبة هدا الباب لما قبله: أن الشَّيخ لَمَّا
ذكر في الأبواب السابقة السِّحر وما جاء فيه، وذكر أنواعًا من السحر، وذكر ما
يعمُّ السحر وغيره من أعمال الشياطين؛ وهو الكِهانة والعِرافة وكل ما هو من هذا
القبيل من الشعوذات؛ انتقل إلى بيان حكم النُّشْرَة، فقال:
«باب ما جاء في
النُّشْرَة» يعني: من الأحاديث والآثار التي تدلُّ على حكمها في الشرع.
وهذا في غاية
المناسبة؛ لأن النَّاس في حاجة إلى معرفة ذلك؛ لأن السحر موجود، ومن النَّاس من
يُبتلى به ويقع عليه السحر ويتضرَّر به، والله تعالى ما أنزل داء إلَّا أنزل له
شفاء، علِمه مَنْ علِمه وجهله مَن جهِله، فلا بد أن نعرف ما هو دواء السحر الصحيح
الذي لا يمس العقيدة، ونعرف - أيضًا ما يخالف العقيدة فنتجنَّبه، وأيضًا: هناك من
السحرة من يقول للناس: أنا أُعالج السحر، وأنا.. وأنا؛ فهذا أمرٌ واقع لا بد من
معرفته وبيان حكمه للناس.
والنُّشْرة - بضم النون وسكون الشين - مأخوذة من «النَّشر» وهو التفريق؛ وهي - كما فسَّرها الإمام ابن القيم -: حلُّ السحر عن المسحور، وهي ضرب من العلاج، سمي نشرة: لأنه يُنشر به، أي: يزال ما أصاب المريض وما خامره من الداء.
الصفحة 1 / 619