باب ما
جاء في الذبح لغير الله
وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦﴾ [الأنعام: 162- 163] الآية.
****
هذا الباب كالأبواب التي قبله في بيان أنواع من
الشرك التي يمارسها بعض الناس في مختلف الأزمان، من عهد الجاهلية، ولا تزال
مستمرَّة، وذلك من أجل أن يتميَّز الخبيث من الطيِّب، ولله الحكمة سبحانه وتعالى
في بقاء هذا الشرك والكفر؛ من أجل أن يتميَّز الخبيث من الطيِّب، والموحِّد من
المشرك، والمهتدي من الضال: ﴿لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ﴾ [الرعد: 31]، ولكن لو هداهم جميعًا لم تكن هناك مِيزَة لأحد على أحد، ولكن اقْتَضَتْ
حكمته - سبحانه - أن يُجري الامتحان من أجل أن يتميَّز الخبيث من الطيِّب.
قال: «وقول الله - تعالى -: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦﴾» تتمة الآيات: ﴿لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦ قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ [الأنعام: 163- 164] ختم الله هذه السورة العظيمة بهذه الآيات؛ لأن السورة تدور كلها على التَّوحيد وبيان الشرك، وبيان ما يفعله المشركون مع الأصنام، وما حرَّموه من المزارع والأنعام لأصنامهم. وختمها سبحانه وتعالى بالبراءة من كل ما يفعله
الصفحة 1 / 619