×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

باب بيان شيء من أنواع السحر

****

 مناسبة هذا الباب بعد الباب الذي قبله ظاهرة؛ لأنه في الباب الذي قبله بَيَّن ما جاء من الأدلة في كتاب الله وسنَّة رسوله في حكم السحر وحكم الساحر، فتطلَّعت الأنظار إلى أن يعرف النَّاس ما هو السحر، وما هي أنواعه حتى يتجنَّبوه.

ومن ثَمَّ يتعيَّن على العلماء وطلبةِ العلم أن يبيِّنوا للناس الحق والباطل، أن يبينوا للناس الحق وأدلَّته، وأن يبيِّنوا للناس الباطل وأدلَّته وأنواعه؛ من أجل أن يأخذوا بالحق على بصيرة، وأن يتركوا الباطل على بصيرة، وإلَّا فإنه إذا لم يبيِّن الحق والباطل التبس على الناس، وظنوا الحق باطلاً والباطل حقًّا.

ومن هنا يتعيَّن على الدعاة وعلى الخطباء في المساجد وعلى المدرِّسين أن يعتنوا بهذا الأمر، وأن يبيِّنوا للناس أمور عقيدتهم، وأمور دينهم.

ومما حمل المصنِّف - أيضًا - رحمه الله على عقد هذا الباب: أن هناك خوارق تجري على أيدي بعض النَّاس خارجة عن الأسباب المعروفة، مثل: المشي على الماء، والطَّيَران في الهواء، والإخبار عن الأشياء الغائبة، وإحضار الشيء البعيد.

وهذه الخوارق إن جرت على أيدي الصالحين فهي كرامات من الله سبحانه وتعالى والكرامات ثابتة عند أهل السُّنَّة والجماعة، تجري على أيدي


الشرح