×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

باب لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله

****

 قال الشيخ رحمه الله: «بابٌ لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله»، هذا الباب تابعٌ للباب الذي قبله؛ لأن الباب الذي قبله: «ما جاء في الذبح لغير الله» يعني: أنه محرَّمٌ وأنه شرك، وهذا الباب فيه سدُّ الذريعة المُفْضية إلى الذبح لغير الله.

وقوله: «باب لا يذبحُ» بضم «الحاء» على أنَّ «لا» نافية، ويصلُح: «لا يُذبحْ» بإسكانها على أنَّ «لا» ناهية، وحتى لو أخذناها على أنها نافية فالنفي هنا معناه: النهي، فالنفي يأتي بمعنى النهي، بل إذا جاء النهي بصيغة النفي كان أبلغ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1]) هذا نفيٌ معناه: النهي، ومثله قوله تعالى: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 197] هذا نفي معناه النهي عن هذه الأمور.

وقوله: «لا يذبحُ لله في مكان يذبح فيه لغير الله» لأن الذبح في هذا المكان وإن كان لله عز وجل، فإنه وسيلة إلى الشرك، وكذلك في الذبح في هذا المكان تعظيمٌ له ومشابهة للمشركين، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسائل المُفْضية إلى الشرك، مثل: نهيه عن الصلاة إلى القُبور وإنْ كان المصلي لا يصلي إلاَّ لله عز وجل ونهي عن الدعاء عند القُبور وإن كان الداعي لا يدعو إلاَّ الله وحده، لكن هذا المكان لا يصلُح التعبد لله


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1189) ومسلم رقم (1397).