×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقول الله تعالى: ﴿لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ [التوبة: 108] الآية.

****

فيه؛ لأنه وسيلةٌ إلى الشرك، وكذلك نهى عن الصلاة عند غروب الشمس لأنه وسيلة إلى عبادتها لأن المشركين كانوا يسجدون لها عند الغروب، ونهى عن الصلاة عند شروق الشمس لأن المشركين كانوا يسجدون لها في هذا الوقت؛ فكل موطن وكلُّ زمان قد اتخذه المشركون لعبادتهم فإننا نُهينا أن نُشاركهم فيه، وأمرنا أن نبتعد عنه، من باب سدِّ الذرائع، ومن باب قطْع المشابهة للمشركين، ممَّا يعطي دينَ الإسلام استقلالية تامَّة عن كلِّ دين سواه في الأديان الباطلة.

قوله: «وقول الله تعالى: ﴿لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ» أي: في مسجد الضرار، نهيٌ للنبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا المسجد.

وقصته: أنَّ أبا عامر الفاسق كان قد قرأ الكتب السابقة في الجاهلية، وتعبَّد حتى صار يُقال له: «أبو عامر الراهب»، ويعظِّمه الناس لِمَا يظهر عليه من الدين؛ فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حسده وكفر به، وأبغض الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وسمَّاه النبي بـ «أبي عامر الفاسق»؛ لأنه خرج عن طاعة الله وكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم ذهب هذا الكافر إلى الشام يؤلِّب النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب وهو في الشام إلى جماعة من المنافقين في المدينة: أنِ ابْنوا لنا مكانًا من أجل أن نجتمع فيه ونتشاور؛ يريدون أن يكون هذا المكان محل اجتماع لأعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، يتشاورون فيه للكيْد للإسلام، وكانوا لم يجرؤوا على أن يبنوه على أنه مَجْمَع، فأظهروه بصورة المسجد، وقالوا: بنيناه من أجل الضعيف والمريض والليلة المطيرة أو الليلة


الشرح