×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟

****

 قال المؤلف رحمه الله: «باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده» لما ذكر المؤلف رحمه الله في الباب الذي قبل هذا: التحذير من الغلو في الصالحين، وأنه سبب لكفر بني آدم، وتركهم دينهم، ذكر في هذا الباب الغلو في قبورهم؛ لأنَّه نوع من الغلو فيهم.

والتغليظ معناه: بيان شدَّة الأمر، خلاف التسهيل أو التخفيف.

«فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح» عبد الله بدعاء الله عند القبر رجاء الإجابة، يظن أن الدعاء في هذا المكان سبب للإجابة، أو بالصلاة، يظن أن الصلاة عند القبر سبب للإجابة، أو الذبح عند القبر، وإن كان الفاعل يعبد الله بهذه العبادة ولكنه فعلها عند القبر رجاء أن تُقبل، وأن العبادة عند القبر لها مزية عن العبادة في مكان آخر، فهذا مبني على ظن فاسد؛ لأن القبور ليست مكانًا للعبادة، وأن العبادة عندها وإن كانت خالصة لله فإنها سبب للشرك، ولهذا حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من العبادة عند القبور سدًّا للذريعة.

أما إذا كان يدعو القبر، ويستغيث بالميت؛ فهذا شرك أكبر.

وأما إذا كان يعبد الله مخلصًا له العبادة لكن عند القبر، فهذا وسيلة إلى الشرك، وطريق إلى الشرك، فهو محرَّم، فكيف إذا عبده؟


الشرح