×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فالساحر يعقد العقد بالخيط ثمَّ ينفث فيها من ريقه، ويستعين بالشيطان، ويؤثِّر هذا بإذن الله في المسحور إما قتلاً، وإما مرضًا، وإما تفريقًا بينه وبين حبيبه، وإما أن يمنعه عن زوجته فلا يستطيع الوصول إليها.

وقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم، وأثر فيه السحر، وصار عليه الصلاة والسلام يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله، ورقاه جبريل فبرئ بإذن الله.

فالسحر له حقيقة، ويؤثر في بدن المسحور، ولكنه لا يؤثِّر إلاَّ بإذن الله القدريِّ، كما قال تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [البقرة: 102]، أي: إذن الله القدريِّ الكونيِّ.

وقد ذكر العلماء أن السحر المحرم على نوعين:

سحر حقيقي، وهو هذا الذي ذكرنا.

والنوع الثاني: سحر تخييلي، ليس له حقيقة، وإنما هو خيال وشعوذة، وهو ما يسمَّى بالقُمْرة؛ فالساحر يخيِّلُ للنَّاس شيئًا وهو ليس حقيقة، كأن يخيِّل للناس أنه دخل في النار، وليس كذلك، أو يخيِّل للناس أنه يمشي على حبل، وهو ليس كذلك، أو يخيِّل للناس أن السيارة تمشي على بطنه، وليس كذلك، أو يخيِّل للناس أنه يطعن نفسه بالسلاح ولا يؤثِّر فيه، وليس كذلك، والحقيقة أنه عمل شيئًا من التخيل والقُمْرة، كما قال الله - تعالى - في قوم فرعون: ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ [الأعراف: 116]، فسحروا الأعين فقط، وذلك بما يعملونه من الحِيَل، ويجعلون في العِصِيِّ التي معهم مواد


الشرح