وقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا
لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ [البقرة: 102].
****
تحرِّكها، وتجعل
العصى كأنها حيَّة، وهي ليست كذلك؛ كما قال تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن
سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ [طه: 66]، حشوها بشيء من الزِّئْبق وشيء من الأمور التي لا يراها
الناس، وظنوا أنها تتحرك.
وأنكرت المعتزلة
النوع الأول، مع أن النوع الأول هو الخطير، وقالوا: السحر كله تخييلي.
وهذا غير صحيح؛
لأنَّه لو كان كذلك لما أثَّر في المسحور ولما قتل المسحور، ولما أمرضه، ولما
فرَّق بينه وبين زوجه، فدلَّ على أنه حقيقي، وعمل شيطاني؛ لأنه عُقد وعزائم، ولهذا
يقول تعالى لنبيه: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ﴾، إلى قوله: ﴿وَمِن
شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾ [الفلق1: 4] فدل على أنه حقيقي.
والذي ذكره الشَّيخ
في هذا الباب من النصوص على نوعين:
النوع الأول: في حكم السحر.
والنوع الثاني: في حكم الساحر.
قال: «وقول الله
تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ﴾» أي: اليهود، لأن
الآية في سياق الآيات التي تتحدَّث عن اليهود، أي: تحققوا.
﴿لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ﴾ أي: استبدل السحر
بالتوراة.
﴿مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ أي: الساحر ليس له نصيب من الجنة.