وقول الله - تعالى
-: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ﴾ [الأنعام: 82] الآية.
****
بمذهبها، وينزِّلون
هذا المدح، وهذا الثناء على مذهبهم، ولا يكفي أننا نمدح الإسلام ونثني عليه فقط،
لا بد أن تبيِّن ما هو الإسلام، ما هي حقيقة الإسلام الذي يُنجي من الكفر، ويدخل
في التَّوحيد، ويُنجي من النار ويدخل في الجنة، وما هي حقيقة الإسلام، وما هي
نواقض الإسلام التي تُفسد الإسلام، وتُخرج منه، وما هي مكمِّلاته، وما هي
منقِّصاته، لا بد من هذا، أما مجرد المدح، وذكر الفضائل بدون إنك تبيِّن حقيقة
الشيء، فهذا خطأ عظيم، والإسلام هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
عليه صحابته الكرام، وكان عليه القرون المفضلة، أما ما خالف ذلك فليس من الإسلام
في شيء، وإن كان صاحبه يدَّعي أنه هو الإسلام، ومن هنا تجدون الشيخ بيَّن في الباب
الأول حقيقة التَّوحيد، لئلا يدعي كل واحد أن مذهبه هو التَّوحيد، أو ما هو عليه
هو التَّوحيد، وهذا أمر مهم جدًّا؛ لأنهم يقولون ادعوا إلى الإسلام وبينوا مزايا
الإسلام فقط، ولا تبينوا للناس حقيقة الإسلام، لأن هذا يفرق عنكم الناس.
قال - رحمه الله تعالى -: «وقول الله - تعالى - ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ ٍ﴾ [الأنعام: 82]»، هذه الآية جاءت بعد ذكر مناظرة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لقومه؛ لأن قومه كانوا يعبدون الكواكب وهم الصابئة، في أرض العراق، فالله سبحانه وتعالى بعث نبيَّه ورسوله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام للدعوة إلى التَّوحيد، وإنكار هذا الشرك،