×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقول الله - تعالى -: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ [يوسف: 108] الآية.

****

 الله عز وجل، فإن اقتصرت على نفسك تركت واجبًا عظيمًا تحاسب عنه يوم القيامة، وتعرِّض نفسك لغضب الله عز وجل حيث تركت ما أوجبه عليك من الدعوة إلى الله عز وجل، هذا وجه المناسبة، وهي ظاهرة.

فقوله: «باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله» أي: الدعوة، وأن المسلم الذي منَّ الله عليه بمعرفة التَّوحيد، ومعرفة الشرك لا يسعه أن يسكت وهو يرى الناس يجهلون التَّوحيد، ويقعون في الشرك الأكبر والأصغر، ويسكت على ذلك، كما هو واقع كثير من طلبة العلم والعلماء، الذين يرون الناس على العقائد الفاسدة والعقائد الباطلة وعبادة الأضرحة، ويسكتون على ذلك، ويقولون: نحن لا نهتم إلاَّ بأنفسنا. بهذا ضيَّعوا واجبًا عظيمًا، ولو أن العلماء وطلبة العلم قاموا بما أوجب الله عليهم من هذا الأمر في جميع الأمصار لرأيت للمسلمين حالة غير هذه الحالة، الآن بلاد الإسلام تعج بالشرك الأكبر، تُبنى فيها المشاهد، والمزارات الشركية، ويُنفق عليها الأموال، ودول الكفر تساعد على ذلك، والمسلمون ساكتون على هذا الوضع، وهذا خطر عظيم أصاب الأمة، وما أصيبت به من حروب ومجاعات وأمور تعرفونها إنما هو نتيجة لهذا الإهمال والعياذ بالله؛ فهذا واجب عظيم.

قال - رحمه الله تعالى -: «وقول الله - تعالى -: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ [يوسف: 108] » هذه الآية في آخر سورة يوسف، يأمر


الشرح