×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

روى مالك في «الموطأ» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1]).

****

والشارع رحمه الله يقول: إذا ذُكر أحدهما شمل الآخر، إذا ذكر الصنم فقط دخل فيه الوثن، وإذا ذُكر الوثن فقط دخل فيه الصنم، أما إذا ذُكرا جميعًا افترقا في المعنى، فصار الصنم: ما كان على شكل تمثال، وأما الوثن فيراد به: ما عُبد من دون الله من الشجر، والحجر، والقبور والصور وغير ذلك، ولم يكن على صورة تمثال، فبينهما عموم وخصوص مطلق، يجمعها أنها تُعبد من دون الله عز وجل.

قال: «روى مالك» هو: مالك بن أنس إمام دار الهجرة واحد الأئمة الأربعة المجتهدين: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي وأحمد.

هذه هي المذاهب الأربعة الحية الآن الموجودة.

وهناك مذاهب لأهل السُّنَّة، لكن انقرضت، مثل: مذهب سفيان الثوري، ومذهب ابن جرير الطبري.

فمالك هو أحد الأئمة الأربعة المقلَّدين، وهو إمام جليل، يسمى بإمام دار الهجرة - يعني: المدينة - ويسمى عالم المدينة، واشتهر في وقته، حتى قيل: لا يُفتى ومالك في المدينة؛ وذلك لعظيم منزلته وثقة النَّاس به، رحمه الله رحمة واسعة.


الشرح

([1])  أخرجه: مالك في «الموطأ» رقم (414).