روى مالك في «الموطأ»
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا
يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
مَسَاجِدَ» ([1]).
****
والشارع رحمه الله
يقول: إذا ذُكر أحدهما شمل الآخر، إذا ذكر الصنم فقط دخل فيه الوثن، وإذا ذُكر
الوثن فقط دخل فيه الصنم، أما إذا ذُكرا جميعًا افترقا في المعنى، فصار الصنم: ما
كان على شكل تمثال، وأما الوثن فيراد به: ما عُبد من دون الله من الشجر، والحجر،
والقبور والصور وغير ذلك، ولم يكن على صورة تمثال، فبينهما عموم وخصوص مطلق،
يجمعها أنها تُعبد من دون الله عز وجل.
قال: «روى مالك» هو: مالك بن أنس
إمام دار الهجرة واحد الأئمة الأربعة المجتهدين: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي
وأحمد.
هذه هي المذاهب
الأربعة الحية الآن الموجودة.
وهناك مذاهب لأهل
السُّنَّة، لكن انقرضت، مثل: مذهب سفيان الثوري، ومذهب ابن جرير الطبري.
فمالك هو أحد الأئمة الأربعة المقلَّدين، وهو إمام جليل، يسمى بإمام دار الهجرة - يعني: المدينة - ويسمى عالم المدينة، واشتهر في وقته، حتى قيل: لا يُفتى ومالك في المدينة؛ وذلك لعظيم منزلته وثقة النَّاس به، رحمه الله رحمة واسعة.
([1]) أخرجه: مالك في «الموطأ» رقم (414).