«في الموطأ» الموطأ: كتاب أَلَّفَه مالك في الحديث والفقه، يذكر فيه الأحاديث ويذكر فقهها، وما يؤخذ منها، فهو كتاب عظيم من الكتب التي جمعت بين الفقه والحديث، ومرجع من مراجع الأمة الإسلامية، شرحه علماء كثيرون، لكن أشهر شروحه: «التمهيد» لابن عبد البر، وشرحه أبو الوليد الباجي في كتابه: «المنتقى»، وشرحه الزُّرقاني - أيضًا -، وشرحه السيوطي، وله شروح كثيرة، لكن أشهرها وأعظمها وأكثرها فائدة هو: كتاب: «التمهيد» للإمام ابن عبد البر النَّمَري رحمه الله.
سُمِّي الموطأ من
التوطئة وهي: التسهيل والتقريب، لأنه رحمه الله سهَّله للناس، ووطَّأه للناس
بترتيبه وتبويبه، حتى أصبح سهلاً، هذا معنى تسميته بالموطأ.
قال: «إِنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا
يُعْبَدُ»» هذا دعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم، دعا به ربه أن يصون قبره من
الغلو به، كما حصل لقبور الأنبياء السابقين من اليهود والنصارى حيث غلوا في قبور
أنبيائهم، فقال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» فدلَّ
على أن الغلو في القبر يصيِّره وثنًا، وهذا الشاهد من الحديث للباب، الشاهد أن
الغلو في قبر النبي صلى الله عليه وسلم لو حصل لصيَّره وثنًا، ولكن الله حماه ولله
الحمد، حماه بأن دفن في بيته، ومُنع النَّاس من الوصول إليه وسيبقى مصونًا - بإذن
الله - استجابة لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم، ودفن في بيته من أجل هذا، كما مر
قول عائشة: «فَلَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أَنْ