×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فقوله: «ورسوله» هذا رد على أهل التفريط والتساهل في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، هو أعظم الخلق عليه الصلاة والسلام وأشرف الخلق، وأفضل الرسل، فلا يُتساهل في حقه صلى الله عليه وسلم لكن ليس معنى هذا أننا نغلوا فيه، ونجعل له شيئًا من الربوبية، فلا إفراط ولا تفريط.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ» عيسى عليه الصلاة والسلام هو عيسى بن مريم، خلقه الله من أم بلا والد، وذلك ليُظهر للعباد قدرته سبحانه على كل شيء، وقصة مريم - عليها السلام - ذكرها الله في القرآن، من نشأتها: أنها من بيت طيِّب، وبيت عبادة، وأن والدها توفي وهي صغيرة، وكَفَلَها زكريا نبي الله عليه الصلاة والسلام لأن خالتها كانت زوجة زكريا ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤ إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٣٥ [آل عمران: 33- 35] يعني: أم مريم، ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ [آل عمران: 35] نذرت حَمْلَها أن يكون خادمًا لبيت المقدس، الذي هو أحد المساجد الثلاثة في الأرض، ﴿فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا [آل عمران: 36] كانت ترجو أن يكون ذكرًا، لأن الذكر هو الذي يستطيع القيام بهذه المهمة العظيمة، ﴿فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ لأنها قالت هذا من باب الدعاء، لا من باب إخبار الله عز وجل أنها وضعتها، وقرئت الآية: ﴿وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ، هذا لبيان أن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، وأنه لا يَخفى عليه 


الشرح