×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

على موسى، والإنجيل على عيسى - عليهما الصلاة والسلام -، فسُمَّيَ أتباع الرسولين بأهل الكتاب، فرقًا بينهم وبين الوثنيين، الذين ليس لهم كتاب، ولا يؤمنون بالرسل.

وقصْدُ النبي صلى الله عليه وسلم من هذا أن يتأهَّب معاذ لمن سيقدُم عليهم، وأنهم أهل كتاب يحتاجون إلى استعداد علمي للمجادلة والمناظرة.

وفي هذا معرفة حالة المدعوين، وهذا من منهج الدعوة: أن الداعية ينظر في حالة المدعوين، ويخاطب كلًّا منهم بحسب ما يليق به، فإن كان يخاطب علماء فإنه يخاطبهم بما يليق بهم، وإن كان يخاطب عوامًّا يخاطبهم بما يليق بهم، الناس ليسوا على حد سواء، فلا يليق بالداعية أنه يخاطب العلماء بخطاب الجهال، ولا يليق به أنه يخاطب الجهال بخطاب العلماء، ولا يليق بالداعية أنه يخاطب السلاطين بخطاب عامة الناس، أو يخاطب عامة الناس بخطاب السلاطين، كل يخاطبه بما يرى أنه أقرب إلى قبوله للحق، قال الله - تعالى - لرسوليْهِ موسى وهارون عليهما السلام لما أرسلهما إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ [طه: 44].

قوله: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» هذا فيه التدرُّج في الدعوة، وأنه يبدأ بالأهم فالأهم، وهذه طريقة الرسل، أنهم أول ما يبدؤون بالدعوة إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، لأنها الأصل والأساس، الذي يُبنى عليه الدين، فإذا تحققت شهادة أن لا إله إلاّ الله، فإنه يمكن البناء عليها بالأمور الأخرى، أما إذا لم تحقق


الشرح