وعن ابن عباس رضي
الله عنه أن رسول الله لما بعث معاذًا إلى اليمن، قال له: «إِنَّكَ تَأْتِي
قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ:
شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ».
****
المسألة الخامسة: أن الشرك نقص عظيم
يجب تنزيه الله عنه؛ لأن الله سبحانه وتعالى كامل، له الكمال المطلق فمن أشرك به
فقد تنقصه ومن نفى صفات الله عز وجل أو أولها فقد تنقص الله عز وجل فالمؤوِّلة
والمشبهة الذين يشبهون الله بخلقه، أو يؤوِّلون صفات الله، أو يُلحدون في أسمائه،
هؤلاء تنقَّصوا الله عز وجل وهذا نقص ينزه الله جل وعلا عنه، ومن وصفه بما لا يليق
به أو سماه بغير ما سمى به نفسه فقد تنقصه، ومن حكم بغير ما أنزل فقد تنقصه، ومن
عصى أمره أو ارتكب نهيه فقد تنقصه سبحانه
المسألة السادسة: - وهي مهمة جدًّا
-: البراءة من المشركين، فالذي يدعو إلى الله - بل وكل مسلم - لكن الذي يدعو إلى
الله من باب أولى؛ لأنه قدوة يجب عليه أن يتبرَّأ من المشركين؛ لأنهم أعداء الله
وأعداء رسوله، وأعداء المؤمنين، ﴿لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ
أَوۡلِيَآءَ﴾ [الممتحنة: 1]، فمن لم يتبرأ من
المشركين فإنه لم يحقق الدعوة إلى الله عز وجل حتى وإن انتسب إليها، وهذه مسألة
عظيمة.
قوله: «بعث معاذًا» البعث معناه:
الإرسال.
«إلى اليمن» القُطر المعروف،
جنوب الجزيرة، سُمِّيَ باليمن لأنه يقع أيمن الكعبة، والشام سُمِّيَ بالشام لأنه
يقع شاميَّ الكعبة.
وكان بَعث معاذٍ في السنة العاشرة، وقيل: في آخر السنة التاسعة قبل وفاته صلى الله عليه وسلم أُرسل قاضيًا ومعلّمًا وداعيًا إلى الله عز وجل ينوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم