وشرح هذه الترجمة
ما بعدها من الأبواب.
****
هم إخواننا، لكن
أخطئوا، نقول له: أنت مشرك مثلهم، لأنك لم تكفر بما يُعبد من دون الله، والله
تعالى قدَّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، قال تعالى: ﴿فَمَن
يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ
ٱلۡوُثۡقَىٰ﴾ [البقرة: 256] فلا بد من الكفر
بالطاغوت، ولا بد من الكفر بما يُعبد من دون الله عز وجل، واعتقاد بُطلانه،
والبراءة منه ومن أهله، وإلاَّ فلا يصير الإنسان مسلمًا، لأن هذا تلفيق بين
الإسلام والكفر، ولا يجتمع الكفر والإسلام أبدًا.
فهذا الحديث على
اختصاره منهج عظيم، يبيِّنُ معنى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنها ليست مجرد لفظ
يقال باللسان ويردَّد في الأذكار والأوراد، وإنما هي حقيقة تقتضي منك أن تكفر بما
يُعبد من دون الله، وأن تتبرَّأ من المشركين، ولو كان أقرب الناس إليك، كما تبرأ
الخليل عليه الصلاة والسلام من أبيه وأقرب الناس إليه.
ثم قال رحمه الله: «وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب» أي: أن الأبواب الآتية إلى آخر كتاب التَّوحيد، كلها تفسير لهذه الكلمة، مثل باب: النهي عن لبس الحَلْقَة والخيط، والتبرك بالأشجار والأحجار، باب السِّحر، وباب التَّنْجيم، وباب ما جاء في الطِّيَرة، وباب الرُّقى والتمائم، إلى آخر ما في هذا الكتاب من الأبواب، كله يفسِّر التَّوحيد، ويفسِّر معنى: لا إله إلاَّ الله.
الصفحة 19 / 619