وقوله: ﴿وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا
يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ﴾ [فاطر: 13] الآية.
****
فعند ذلك فكَّر وترك
عبادة الأصنام.
ويدخل في هذا كل ما
عُبد من دون الله من الملائكة، والأنبياء، والصالحين، والأشجار، والأحجار، كلها
مخلوقات ضعيفة، لا تستطيع أن تنصر نفسها، فكيف تنصر غيرها؟
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ﴾ أي: غير الله
سبحانه وتعالى وهذا يشمل كل ما عُبد من دون الله؛ لأن الاسم الموصول من صيغ
العموم، فيشمل كل ما عُبد من دون الله من آدميِّين، أو أحجار، أو أشجار، أو
ملائكة، أو غير ذلك؛ والقطمير هو الغشاء الرقيق الذي يكون على النواة وهو شيء
حقير: ﴿إِن
تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ
لَكُمۡۖ﴾ [فاطر: 14].
يُشترط في المدعُو
ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون مالكًا لما
يطلب منه.
الثاني: أن يكون يسمع
الداعي.
الثالث: أن يكون يقدر على
الإجابة.
وهذه الأمور لا
تتَّفق إلاَّ في الله سبحانه وتعالى، فإنه المالك، السميع، القادر على الإجابة، أما
هذه المعبودات فهي أوَّلاً: فقيرة، ليس لها ملك، ثانيًا: لا تسمع من دعاها،
وثالثًا: لو سمعت فإنها لا تقدر على الإجابة.
ففي قوله تعالى: ﴿مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ﴾ انتفى الشرط الأول.