×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

الكوثريُّ إمامه أبا حنيفة؛ اتِّباعًا لأهواء العامَّة، ونكاية بأهل السُّنَّة».

4- نقل جملة من كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وهى قوله: «يقول بعضهم: إذا كانت لك حاجة، اسْتَوْصِ الشَّيخ فلانًا؛ فإنَّك تجده، أو توجَّه إلى ضريحه خطوات، ونادِهِ، يَقْضِ حاجتك. وهذا غلط لا يحلُّ فعله». ثمَّ قال بعد سياق هذه الجملة: «فالإمام ابن تيميَّة يخطِّئ هذا، ولا يُحِلِّه، ولكنَّه لا يرمي صاحبه بالكفر، ولو كان ذلك من الشِّرك الصَّريح، لصرَّح بذلك». وهو يريد بهذا أيضًا تسويغ قول الشَّيخ البنَّا: «إنَّ التَّوسُّلَ بالمخلوق في الدُّعاء أَمْرٌ فَرْعِيٌّ».

وجوابنا عن ذلك من وجهين:

أولاً: إنَّ هذا المَذْكُورَ ليس تَوَسُّلاً، وإنَّما هو استغاثة بالأموات؛ حيث يقول: «توجَّه إلى ضريحه خطوات، ونادِهِ، يَقْضِ حاجتك»، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر.

ثانيًا: إنَّ الشَّيْخَ قد صرَّح بأنَّ هذا شرك، ولو أنَّ فضيلة الشَّيخ البهنساويَّ فتح عينه على الكلمة الَّتي قبل الجملة الَّتي نقلها، لوجد ذلك؛ حيث قال الشَّيخ رحمه الله: «لأنَّ أهل الشِّرك يشبِّهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم: إذا كانت لك حاجة، اسْتَوْصِ الشَّيخ فلانًا». فأيُّ تصريح أكثر من ذلك؟

5- ختم مقالته بالدَّعوة إلى تعاون المسلمين فيما اتَّفقوا عليه، وأن يعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه.

وهذه الدَّعوة يمكن أن ينادي بها أيُّ مخالف، ولو عظمت مخالفته؛ كالرَّافضة، ونحوهم، لكنَّها لا تُجْدِي مع البقاء على المذاهب الباطلة.

وكان الأحرى بفضيلته أن ينادي بالرُّجوع إلى الكتاب والسُّنَّة، ونبذ 


الشرح