×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

زكاة الفطر

العاطفة لا تكون على حساب الدين 

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله نبيِّنا محمَّد، وعلى آله، وَصَحْبِهِ، وَبَعْدُ:

فقد قال الله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).

وإنَّ بَعْضَ النَّاس في هذا الزَّمان يحاولون تغيير العبادات عن وضعها الشَّرعيِّ، ولذلك أمثلة كثيرة؛ فمثلاً: صدقة الفطر، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجها من الطَّعام في البلد الَّذي يوجد فيه المسلم عند نهاية شهر رمضان؛ بأن يخرجها في مساكين ذلك البلد من المسلمين، وقد وجد من يفتي بإخراج القيمة بدلاً من الطَّعام، ومن يفتي بدفع دراهم يشترى بها طعام في بلد آخر بعيد عن بلد الصَّائم، وتوزَّع هناك، وهذا تغيير للعبادة عن وضعها الشَّرعيِّ.

فصدقة الفطر لها وقت تخرج فيه؛ وهي ليلة العيد، أو قبله بيومين فقط، ولها مكان تخرج فيه، وهو البلد الَّذي يوافي تمام الشَّهر والمسلَّم فيه، ولها أهل تصرُّف فيهم، وهم مساكين ذلك البلد من المسلمين، ولها نوع تخرج منه، وهو الطَّعام؛ فلا بُدَّ من التَّقيُّد بهذه الاعتبارات الشَّرعيَّة، وإلاَّ فإنَّها لا تكون عبادة صحيحة، ولا مبرِّئة للذِّمَّة.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).